دراسة اجتماعية تكشف عن جوانب من الاستغلال الجنسي للطبقات الفقيرة في اليمن وتبين أسباب الظاهرة وعواملها ونماذج منها
26 فبراير، 2016
2٬232 10 دقائق
يمنات – صنعاء
كشفت دراسة علمية حصلت بموجبها كفاح سليم الحسني، على درجة الماجستير، عن جوانب كثيرة من الاستغلال الجنسي للطبقات الفقيرة في اليمن.
و بينت الدراسة أن نسبة الإناث أكثر عرضة لـ”التعرض لعوامل لاستغلال الجنسي”.
و بحسب الدراسة، تأتي في المرتبة الثانية الأطفال من الإناث والأطفال من الذكور في المرتبة الأخيرة، و يتعرضون يوميا للاستغلال الجنسي و غالبيتهم من الطبقات الفقيرة في اليمن.
و أظهرت الدراسة أن نسبة 25 % من الإناث قد تعرضن للاستغلال الجنسي سوى كان ذلك من خلال تجربتهن في الحياة عن طريق الزواج الفاشل أو عبر إقامة علاقات عاطفية مع عدد من الشباب الذين كانوا يستغلون النساء جنسيا عن طريق الوعد بالزواج منهن ثم ينكثون بما وعدوا بعد استغلالهم، لعديد من الإناث و إضافة إلى جرائم الاغتصاب العمد و غير العمد ومن ضمنها ممارسة الدعارة التي تعتبر في اليمن من المحرمات.
و طبقا لما أورده “عدن الغد” أشارت الدراسة أن انتشار عوامل الدعارة و الاستغلال الجنسي في اليمن تزايد مع ارتفاع نسبة الفقر و نسبة البطالة، و الذي يتزامن مع ارتفاع غلاء المهور والتكاليف الباهظة لزواج في اليمن.
و نوهت الدراسة إلى أن الأسباب الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة في اليمن هي من تدفع الكثير من النساء نحو الإرغام على سلوك الدعارة، و عدتها الدراسة من أهم الدوافع، و التي تنطبق عليها ممارسة الاستغلال الجنسي في اليمن.
و أكدت الدراسة إن نسبة الأطفال من الإناث والذكور الذين يتعرضون للاستغلال الجنسي تتراوح بين (10-12% ) و أن غالبية انواع عوامل الاستغلال الجنسي للأطفال اناثا وذكورا تعد اكثرها ميلا للعنف.
و تناولت الدراسة قضايا واحداث واسرار خطيرة كانت ولازالت مخفية عن المجتمع اليمني، والتي تتصل بدوافع ارتكاب الاستغلال الجنسي، الذي يحدث للإناث والذكور في اليمن.
و استعرضت الدراسة الضغوطات التي تتعرض لها أسر الضحايا، و ما تشكله المخاوف من العار والفضيحة نتيجة الضعف الاجتماعي والثقافي الاسري في اليمن، و الذي بات يدفع الكثيرين ممن يتعرضون للاستغلال الجنسي الى الصمت جراء التقاليد الاسرية.
و كشفت أن بعض ممن تعرضوا للاستغلال الجنسي، فضلوا اللجوء الى الانتحار، ما يجعل الستر على مرتكبي جرائم الاستغلال الجنسي والتي ترتكب بطرق العمد او غير العمد داخل محيط الأسرة هو السائد في اليمن.
كما كشفت الدراسة عن تفاصيل جديدة من دوافع الاستغلال الجنسي و تواجد شبكات رأسمالية ممن تتاجر بالدعارة و تتركب الاستغلال الجنسي.
و تعتبر الدعارة في اليمن غير مشروعة ويعاقب عليها القانون بأشد العقوبات و لكن ارتكاب عوامل الاستغلال الجنسي و ممارسة الدعارة في اليمن تتم بسرية تامة من وراء الكواليس و في أماكن خاصة تتواجد فيها العاهرات مع سماسرة الدعارة، وهو ما لا يمكن اكتشافه من الخارج؛ أما من يبحث ويدقق فسيكتشف الأمر.
و بحسب الدعارة، يتم استقطاب العاهرات من المحلات والمراكز التجارية ومن ارصفة الشوارع المخصصة، بحيث يمكن لمن يبحث عن الدعارة في اليمن، بأن يجد العاهرات.
و نوهت إلى أن الكثير من النساء يمتهنن سلوك الدعارة سوى كان ذلك عن طريق الاستغلال الجنسي اوعن طرق الانحراف أويتم ممارستها كمهنة من اجل الحصول على لقمة العيش .
و مما أوردته الدراسة، أن سائق السيارة يوجه الإضاءة في اتجاه المرأة المنقبة وإذا أعطته إشارة فعندها يعرف أنه على صواب، و البعض يتم التواصل مع العاهرات عن طريق المواقع الاجتماعية ومن يستخدمن “الواتس آب” و الدردشة على شبكات الاتصالات والفيس و توتير.
و ناقشت الدراسة الكثير من الجوانب الخفية عن ممارسة وانتشار الدعارة واستقطاب النساء، للعمل كعاهرات في دول عربية واجنبية.
و لفتت إلى هناك سماسرة من الرجال والنساء ممن يعملون في مجال الدعارة، و إن بعض النساء يستسلمن لقدرهن، بسبب حاجتهن الماسة للمال.
و أشارت الدراسة، أن الفقر يجبر أحيانا على ممارسة الاستغلال الجنسي وتفشي الدعارة، فضلا عن إدمان النساء و الرجال على مشاهدة القنوات و الافلام والمواقع الاباحية، و التي تستغل فيها الطبقات الفقيرة في اليمن.